للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس من شأنها وما ليس واجباً عليها. قلت: صحيح، والشاعر يقول:

والناسُ مَنْ يلقَ خيراً قائلونَ له ... ما يشتهي، ولأُمِّ المُخطئِ الهَبَلُ

* * *

ومن طرائف الحوادث أن الدكتور عبد الكريم العائدي، الذي كان قائم المقام يومئذ في دوما، أطول رجل في دمشق. فلما حوّلنا المظاهرة إلى جنازة ومشينا وراءها قرّبني منه تكرمة لي ولأن القاضي الشرعي يلي قائم المقام في الدرجة، فنظرت فإذا ذروة عمامتي تبلغ ثديه لا تصل إلى كتفه، فابتعدت عنه، فصار يمدّ يده يمسك بيدي ليقرّبني منه، فقرصت يده (وكان صديقي) قرصة مؤلمة وقلت له هامساً: ابتعد عني الله يرضى عليك، لا تفضحني بين الناس.

وله في طوله أخبار عجيبة، منها أن الدكتور سعيد فتّاح الإمام، وهو طبيب أسنان قديم صديق للعائدي وزميله في طبّ الأسنان، كانت له سيارة من سيارات الشعب (فولكس فاغن) وكان يمشي بها، فرأى الدكتور العائدي واقفاً فدعاه ليوصله. فقال له ضاحكاً: كيف أدخل في هذه السيارة الصغيرة، وهل تتسع لي؟ فأجابه: آخذك على نقلتين!

كان مدار فخر العرب إن فخروا، ومدحهم إن مدحوا، على قطبَين اثنين:

إنّا إذا اشتدّ الزمانُ ونابَ خَطبٌ وادلهمّ

ألفَيت حولَ بيوتِنا عددَ الشجاعةِ والكرمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>