للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسي من أثر كلام الطبيب.

ثم مرّت الأيام والسنون ومارست أنواعاً من الرياضة ومشيت كثيراً وصعدت ذُرى الجبال وحملت الأثقال، ولم ينكسر لي بحمد الله عظم، بل ازداد قوّة وأَيْداً.

فأول ما أهجم به على الأطبّاء أن بعضهم يخوّف المريض، فإذا خاف ذهبَت مقاومته وتغلّب عليه المرض.

وممّا وقع لي من هذا الباب أنني عملت سنة ١٩٥٦ عمليات كثيرة في بطني سأعرض لذكرها إذا جاءت مناسبتها، وكان الشقّ لا يزال مفتوحاً ولكنني هربت من المستشفى وجئت إلى بيتي وذهبت لزياراتي المعتادة، لأن من يقيم في المستشفى لا يجد إلاّ ما يذكّره بالمرض ويُبعِد عنه الشفاء، فلما خرجت وخالطت الناس كما كنت أفعل، ودخلت في مناظرات علمية وأحاديث اجتماعية نسيت مرضي.

وذهبت وأنا في هذه الحال أزور صديقاً لنا كان مسكنه في الطبقة الرابعة، ولم يكن للعمارة مصعد فصعدت الأدراج كلها على قدمي، فلما ضمّنا المجلس عرّفنا بولد له عاد حديثاً من دراسة الطبّ والاختصاص في الجراحة، فأحببت أن أناقله الحديث فلم أجد إلاّ أن أصف له ما أُحِسّ به وما يقع لي، فما فتح الله عليه بشيء إلاّ أن قال لي: إن ما وقع لك ربما يؤدي إلى سُلّ في العمود الفقري.

لم أستطع أن أفهم بقية الكلام لأن الرعب الذي أدخله عليّ سدّ مسالك الفهم أمامي، وكنت قاعداً مستوي الظهر أتكلّم كما

<<  <  ج: ص:  >  >>