البطش. وخرست بذلك ألسنة انطلقَت ترجف بالفقيد والحكومة، توهم أنها حائرة مضطربة لا تدري من أين تمسك طرف الخيط، فلم تَمضِ إلاّ ثلاثة أيام حتّى عُرِف القاتل وعُرف شركاؤه، وعُرف الشيطان الذي وسوس له وحرّضه على الشرّ؛ هذا الشيطان الذي يظهر بين الناس بمظهر الوجهاء الأفاضل! وأقرّوا جميعاً طائعين مختارين، فظهر بذلك أن الشيخ عادل قضى شهيداً من أجل الحقّ الذي أقامه والقانون الذي أطاعه، لا من أجل هوى ولا مطمع، وأنه مات نظيف اليد طاهر الذيل شريفاً، كما عاش شريفاً طاهر الذيل نظيف اليد.
ولم يبقَ إلاّ أن تُتِمّ الحكومة هذا الفصل، فلا تمضي عشرة أيام حتّى يكون المجرمون منصوبين على أعواد المشانق في المرجة، كيلا ترى دمشقُ مرّة ثانية مثلَ هذه الجريمة التي ملأت كلَّ قلب في دمشق أسفاً على مَن فُقد ورحمة لمن ترك وغضباً على من أجرم، وحتى يكون راتب الفقيد كاملاً في يد أسرته.
إنكم لا تستطيعون أن تعيدوا لهؤلاء الأيتام أباهم، فأعيدوا لهم على الأقلّ راتب أبيهم.
* * *
القصاصة الرابعة
صارت المسألة بين أيدي القُضاة، فطلبوا من يدافع عنهم فأبى المحامون الدفاع عن مجرم ظاهر الإجرام، وتطوّع لذلك محام غريب الديار، قدم دمشق فآوته وأكرمَته وأعطته المال وأعطَته المجد. ولا اعتراض لنا على دفاعه فالدفاع عمل