الطويلة، والصورة الوصفية، والذكريات الأدبية، والتأمّلات الفلسفية والشعرية، والخطب البليغة، وغيرها من فنون الأدب فلا نكاد نجد لأدباء دمشق فيها أثراً يُذكَر.
لأجل ذلك لم أقُل إنّ في دمشق حياة أدبية لأن ما نجده فيها ليس بالحياة ولا يصوّر الحياة، ولم أنفِ هذه الحياة لأن في دمشق أدباء يُنتِجون أو يستطيعون أن ينتجوا. وإنما أقول بأن أدباء دمشق في منزلة بين الموت الكامل والحياة الصحيحة، هي كالسّبات العميق والنوم الطويل ...
(إلى أن قلت): وإلاّ فما يصنع كتّاب دمشق وشعراؤها؟ وأين هي منتجاتهم الأدبية؟ وهل يكفي شاعراً أن يقول كلّ سنتين قصيدة واحدة تضطرّه إليها المناسبات اضطراراً، ثم لا يكون في القصيدة أثر من نفسه ولا تصف شيئاً من عواطفه؟ وهل يكفي الكاتبَ أن ينشر كلّ عام مقالة تُطلَب منه أو مقدّمة كتاب يُسأل كتابتها؟ بل هل يستطيع أن يملك لسانَه الشاعرُ فلا يقول شيئاً، وهو يرى كل يوم ما يُنطِق الصخرَ بالشعر من مصائب الأمة ونكباتها، بل من همومه هو ومتاعبه وما يشاهده في حياته في بيته وحياته في عمله؟
أليس في حياته سرور أو ألم؟ أليس فيها أمل أو قنوط؟ أليس فيها ضحك أو بكاء؟ أفيضحك الشاعر فلا يغنّي ويبكي فلا ينوح، وتهزّ قلبَه الحادثات فلا يقول شيئاً؟ أنا لا أستطيع أن أتصوّر شاعراً أو كاتباً لا يكتب ولا يَنْظم وكلّ ما حوله يهيج نفسه ويثير عاطفته!