للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الرسالة» (١)، وبعد ذلك كله يُباع من أعدادها في دمشق كلّها أقلّ من خمسمئة عدد! وإن كان يقرأ كلَّ عدد خمسةٌ أو عشرة من القُرّاء.

(إلى أن قلت): على أن الذنب في رأيي ذنب المدارس والمدرّسين، ليس ذنب الأدباء ولا ذنب القُرّاء؛ فليس في الشام اليوم من دروس الأدب إلاّ هذا المقدار القليل الذي يتعلّمه الطالب في مقرّر البكالوريا (أي الشهادة الثانوية)، وهذا المقدار لا يُحِقّ حقاً ولا يُبطِل باطلاً، ولا يصنع شيئاً أكثر من تكريه الأدب إلى الطلاّب وتسويده في أعينهم، ذلك لأن شُعَب الأدب في صفوف البكالوريا تسير في طريق عَوجاء أبعد ما تكون عن بثّ الملَكة الأدبية في نفس الطالب. وكيف تكوّن الملَكة الأدبية طائفةٌ من أخبار الشاعر وأشعاره يستظهرها الطالب من غير أن يفهمها غالباً، وإن فهمها لم يدرك جمالها ولم يتلذّذ بها ولكنه يحتفظ بها في دماغه إلى يوم الامتحان، فإذا أدّاه ونال الشهادة أهملها، أو دخله الغرور فظنّ أن معنى «بكالوريوس في الآداب» كاتبٌ أو أديب فهجر المطالعة وانصرف عنها.

إلى آخر المقالة، وهي طويلة وفيها نقد لمناهج الأدب في المدارس ولمدرّسيه ولأسلوبهم في التدريس (٢).

* * *


(١) كتبت في «الرسالة» من قديم أننا كنا في الشام نسمّي الأيام: السبت، الأحد، الإثنين، الرسالة ...
(٢) الذي نُشر هنا جزء من المقالة، وهي كلها (لمَن شاء أن يقرأها) في كتاب «فِكَر ومباحث» (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>