لقد كان ذلك كله وكان أكثر منه، أفهذا من العدل الذي تهتف به؟ لا يا جنرال، إن كلمة «العدل» أكرم من أن تمرّ على لسان مرّ منه ذلك الأمر الهمجي الوحشي بضرب دمشق، دمشق أقدم مدينة عامرة على وجه الأرض بلا استثناء، وكدت أقول بأنها أجملها. إن الفم الذي ينطق بكلمة العدوان لا يمكن أن تسمع منه كلمة العدل والحقّ والإحسان.
ولكن في الكون عدلاً. نحن نقولها الآن، وإن من عدل الله أنْ جعل صبرنا نعمة علينا وعدوانَكم وبالاً عليكم، وقد انتهت الرواية وأُسدل الستار، فتعالَ ننظر ماذا ربحنا وماذا ربحتم؟
* * *
إلى آخر المقالة، فالمقالة طويلة ولا أحبّ أن أعيدها هنا كلها. أدعها لأعطيكم صورة عمّا كان، أخالف طريقتي التي سرت عليها في ذكرياتي إلى الآن، أنقل لكم صفحة لم أكتبها أنا ولكن كتبها خالد بك العظم رجل الدولة الذي ولي رئاسة وزراء سوريا مرات، فاسمعوا منه ما يتّسع مجال هذه الحلقة لنشره منها. قال:
وفي يوم الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) سنة ١٩٤٥ ذهبت إلى الندوة النيابية لحضور الاجتماع المقرّر عقده في الساعة الرابعة، وانتظرت مع لفيف من النوّاب قرع الجرس إيذاناً باكتمال النِّصَاب لعقد الجلسة، ولكن الأكثرية لم تكن قد حضرت.
(إلى أن قال): فقطعنا الأمل بإمكان الاجتماع وسرنا إلى