والألوان والعجائب. عن ماليزيا، عن سيام (تايلاند) التي يسكن أهلها في بيوت تراها من بعيد كأنها ألاعيب الأطفال ولا ترى فيها إلا ضاحكاً، عن أندونيسيا بلاد الماء والخضرة والجمال.
عن الشرق الغنيّ بطبيعته وناسه وأرضه وسمائه وماضيه ومستقبَله، فالطبيعة كلها كنوز: معادن وزيوت وشلاّلات، وثروات لا تنفد، والناس بعدد حبّات الرمل، والملايين فيه كالآلاف عندنا أو المئات، والسماء تسطع بالنور وتقطر بالخيرات، والأرض خصب ونبات وحقول وغابات ورياض وجنّات؛ ما رأينا من كراتشي إلى سورابايا في آخر جاوة بقعة واحدة جرداء. حدّثتهم عن الشرق الغنيّ بالماضي الفخم يوم كانت الحضارة فيه وكان فيه العلم وكانت فيه القوة وكان له في الأرض السلطان، وعن المستقبل الفخم الذي سيرجع إن شاء الله ذلك الماضي، والذي بدَت تباشيره وظهرَت بواكيره حين لم يبقَ في آسيا كلّها من جحيم الاستعمار إلاّ شُعَل صِغار لا تزال هنا وهناك؛ لقد أطفأَت أيدي الشرقيين تلك النار وأقامت مكانها جنّات تجري من تحتها الأنهار، لقد تحرّر الشرق ولن يعود إن شاء الله إلى الرّق أبداً.
لقد انتهى عهد الاستعمار الذي كانت ترفرف راياته فوق أرضنا وتخطو جنوده على ثرانا، وخَلَفه استعمار آخر شَرٌّ منه، لا يحمل أخطارَه غرباء عنّا ولكن ناس منّا من أبنائنا، أخذهم الاستعمار فربّاهم على ما يريد هو فأتمّوا ما بدأ به، بل سبقوه وجاؤوا بما لم يقدر على أن يأتي بمثله.
ولكن ذلك إن شاء الله لا يدوم.
حدّثتهم عن الفتوح الإسلامية الثلاثة في الهند: الفتح