للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سادة المنابر. وأنا قد جرّبت الطريقتين، كنت أخطب مثل السباعي وأمثاله: تغلبني الحماسة فيعلو صوتي ويحمرّ وجهي وتتلاحق الجمل والعبارات مني، ثم انتقلت منها إلى مثل طريقة الشيخ حسن البنا والدكتور الشهبندر.

في هذه الحفلة في دار الإخوان سنة ١٩٤٥ قام يخطب شابٌّ آتاه الله جمالاً في الوجه وبسطة في الجسم وجَهارة في الصوت، على رأسه عمامة ليست مثل عمائم المشايخ في مصر، بل هي على طربوش مقشَّش مكويّ كعمائم السوريين والأتراك. فألقى خطبة تتفجّر حماسة وتتدفّق إيماناً، تزدحم ألفاظها ازدحاماً. فسألت عنه، فوصفوه لي بإعجاب وعرّفوه بفخر، وإذا هو طالب عراقي موصلي.

وللحديث بقيّة (١).

* * *


(١) سيلاحظ القارئ أنه وصل إلى هذا الموضع من المقالة وهو يمشي في استطراد تفرّع من استطراد. ومنشأ الحديث (الذي هو أصل الموضوع) أن صاحب هذه الذكريات قال في أول المقالة: "وأنا وعدت أن أقول لكم كيف عرفت الشيخ الزهاوي والأستاذ الصواف ... "، فلما وصل إلى هذا الموضع في نهاية الحلقة قطع الحديث ليكمله في أول الحلقة التالية. وقد فعل، لكن لو أنكم قلبتم الصفحة وقرأتم الفصل التالي فلن تجدوا من ذلك شيئاً. والسبب أن جدي رحمه الله اقتطع من الذكريات -لمّا نشرها في الكتاب- عدداً من المقالات التي خصصها وهو ينشر حلقات الذكريات في الجريدة للحديث عن بعض الأعلام، وضمّها إلى كتاب «رجال من التاريخ» في طبعته السابعة التي نشرتها=

<<  <  ج: ص:  >  >>