للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصله) الدخول إلى جسم الأسد والفيل. وما جرثومته؟ إنها حيوان أصغر من أن يُلمَس باليد وأدقّ من أن يُرى بالعين، لو اجتمع منه مئة مليون، أو ألف مليون، بعدد سُكّان الصين، لقضت عليها كلّها نقطة واحدة من الغَوْل (الإسبيرتو) أو من أي سائل مطهّر.

بدأ الاستعمار الإنكليزي بمخزن صغير، بدُكّان جاؤوا صاغرين يستأذنون إمبراطور الهند المسلم بافتتاحها! فما زالت هذه الدكان تتّسع، وتتّسع، وتتّسع، حتى وصلَت جدرانها إلى حدود الهند فإذا البلاد كلها قد دخلت فيها.

إن الراية الإسلامية انطوت بعدما ظلّلَت الهندَ أكثر من ثمانمئة سنة. إن للإسلام في الهند أندلساً كبرى يقف المسلم في آثارها، في دهلي ولكنَوْ وعليغار وهاتيك الديار ... على المساجد التي لم يعُد يسيطر عليها أهلوها، على القلاع التي خلت من جنودها، على العروش التي غاب عنها أصحابها، على الآثار الإسلامية الضخمة، على مسجد قبّة الإسلام (الذي يدعونه مسجد قوّة الإسلام)، على منارة قطب، على القلعة الحمراء، على المسجد الجامع ... وكل ذلك في دهلي، على تاج محلّ القريبة من دهلي، يقف المسلم على ذلك فيحسّ أنه يعصر قلبه دموعاً ويزلزل جوانحه أسىً.

لن أطيل عليكم الكلام ولن أنقل لكم نصوصاً ولا أروي تاريخاً، بل أعرض عليكم خلاصة لما بقي في ذهني بعد أن زرت الهند وقرأت تاريخها.

هذه القارة التي يعيش فيها خُمس سكان الأرض والتي تحوي

<<  <  ج: ص:  >  >>