للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمّا فتح مصر حوّلها إسلامية باقية على إسلامها إن شاء الله إلى يوم القيامة، لا تعرف غير الإسلام ولا تدعو إلى غيره ولا تقبل دعوة إلى ما يخالفه. فليس التحويل الاشتراكي إلاّ تحويلها عن الإسلام إلى الاشتراكية.

وكنت أقرأ في الصحف أن عبد الناصر كان يحالف الكفار ويخالف المؤمنين في كثير من الأحايين، كما كان يفعل في قبرس (١)، وكان يحارب التضامُن الإسلامي الذي يحقّق أخوّة الإيمان، وأخوّةُ الإيمان قرّرها الله في القرآن. وكان يؤيّد مبادئ تُبعِد أهل الدين وتُدني تيتو ونهرو والشيوعيين والوثنيّين، يتولاّهم والله يقول: {ومَن يَتَولَّهُمْ منكُم فإنّه منهم}.

ثم أدخلوا هذه المبادئ في المدارس، وأرادوا أن ينشأ عليها الصغار وأن يعيش عليها الكبار. جاؤوا بسمّ جديد هو خليط من القومية والشيوعية والتحلّل الذي يسمّونه التقدمية، ممزوجاً مزجاً كيميائياً، فجعلوه مادّة تُدرَس في المدارس. نوّعوا أسماءها فهي تارة «المجتمع العربي» وتارة ما لست الآن أدري، وأدخلوه في المدارس ثم نقلوه إلى مصر أو حاولوا نقله إليها أيام الوحدة.

حتى إنني كنت يوماً في زيارة العالم الجليل والصديق الكريم الشيخ شلتوت، وكان شيخ الأزهر. وهو عالم مفكر عرفته من قديم في مجالس الشيخ عبد المجيد سليم، وكانت لي عليه جرأة ولي معه كلام يجاوز حدود الرسميات إلى الإخوانيات (٢)، لا لأنني


(١) هي قبرس لا قبرص.
(٢) الإخوانيات اصطلاح قديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>