للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا أقول بصراحة إننا لا نريد من هذه المحاضرات شَغباً ولا تهويشاً (أي تشويشاً) ولا إثارة، ولا نريد أن نكون مَطيّة لمن يسعى إلى الشغب والإثارة والتهويش. وإذا كان في الناس، من فلول الأحزاب السياسية ومن أصحاب المطامع، من يُريد أن يعكّر ماء الساقية ليصطاد في الماء العَكِر، فنحن نريدها صافية عذبة يجري ماؤها سلسلاً رَخِيّاً. وإن كان في الناس من يعمل مثل عملنا ابتغاء سلطان يناله أو تحقيقاً لمنافع نفسه أو حزبه، فنحن لا مطامع لنا ولا حزبَ لنا إلاّ حزب الله، ولا نبتغي إلاّ رضاه.

فثقوا أننا لا نريد إثارة الناس. ولكننا لا نريد أيضاً، بل لا نستطيع لو أردنا، أن نسكت عن إنكار المنكَر، وعن النصيحة للحاكمين، وعن بيان الحقّ للناس، لأن هذه هي وظيفتنا التي وضعَنا فيها ربّنا وأنذرَنا إذا لم نؤدّها حقّ أدائها أن يعذّبنا بالنار. وكل ما يمكن أن ينالنا في الدنيا من أذى إن أدّيناها أهون من عذاب النار.

ونحن نهدم ونبني. نهدم الجدار المائل، ولكنّا لا نتركه كومة من التراب بل نبني مكانه جداراً متيناً قوياً. ونحن نقتلع النبتة الخبيثة والحطبة اليابسة، ولكن لا ندع مكانها أرضاً قاحلة بل نزرع فيها أفانين النبات، لتنعم الأنظار منها بأفانين الأوراد والأزهار وينتفع الطاعم منها بأنواع الثمار.

لا نُنكِر المنكَر ونمشي، بل نقف حتى نُحِلّ محلّه المعروف.

إننا نريد أن نعلّم الناس دينهم، لأن الدين باب كل صلاح وسبب كلّ خير، ولأنه الطريق إلى السعادة في الدنيا وفي الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>