للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثواب ربهم لا يبتغون غيره، هو الشيخ عبد الكريم الرفاعي.

وذهبت إلى هذا الاجتماع وصعدت المنبر، فقلت كلاماً لم أكتبه كما كتبت الخطبة الأولى بل انطلقت فيه -على عادتي- أرتجل الكلام ارتجالاً، ولكنني أذكر معاني ما قلت وإن لم أحفظ ألفاظه. قلت:

إن الناس يتساءلون: ما الذي دفع المشايخ إلى إقامة هذا الأسبوع؟ ماذا يريد المشايخ؟ هل يريد المشايخ أن يستلموا الحكم؟ هل يريد المشايخ أن يُحدِثوا في البلد ثورة؟ وأنا أؤكّد لكم أنه ما دفع المشايخَ إلى ما صنعوا أحدٌ، ولا يريدون سياسة ولا رياسة، وما دفعهم إلى ما عملوا رغبةٌ في منصب ولا في مال، إنما دفعَتهم إلى ذلك غيرتهم على دينهم والعهدُ الذي أخذه الله على أهل العلم أن يبيّنوه للناس ولا يكتموه.

لا يريد المشايخ منكم شيئاً. إنما يريدون أن يحموكم من عذاب ربكم، إنما يريدون أن تسلم لكم آخرتكم، إنما يريدون طهارة أبنائكم وبناتكم. وطريقُهم له بداية وله نهاية، فبدايته الإخلاص ونهايته إطاعة الله وإعزاز دينه ونشر علومه وتعريف الناس به. وكل من مشى على هذا الطريق فهو منّا وهو معنا، ونحن مع كل عامل مخلص للإسلام.

ولقد أدركت عهداً كان العلماء فيه هم قادة الشعب وهم مرجعه في أمور دينه وفي أمور دنياه، إن تردّد الناس بين أمرَين رجعوا إلى العالِم فأرشدهم إلى أرضى الأمرَين لله وأقربهما إلى رضاه. وإذا اختلف اثنان كان الحَكَم بينهما العالِم، وإن دهم

<<  <  ج: ص:  >  >>