للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس أمر كان الفزع فيه إلى العالم.

ولقد سمعتم مني في خطبة الاستسقاء من الإذاعة كيف كان الناس لما انقطع المطر واستمرّ الجفاف واحترق النبات يرجعون إلى الإمام النووي في دار الحديث، فيدعو العلماء ويبيّن للناس ما ينبغي أن يصنعوا (وسأحدث إن شاء الله حديث صلاة الاستسقاء التي دعوت إليها أيام الوحدة بعد انقطاع المطر ثلاث سنين، وكيف تجلّى الله برحمته فأمطرت السماء).

* * *

لقد اهتمّت الحكومة ورجالها بهذا الموسم وما أُلقِيَ فيه من خطب، ولكن لم يَدْعُني أحدٌ منهم ولم يسألني سائل ماذا صنعت. وكان السرّاج يومئذ رئيس الحكومة، حكومة الإقليم الشمالي، أي سوريا أيام الوحدة. فكان يأتيني من يحثّني على لقائه فأقول: إن دعاني أجبته، وإن لم يدعُني فلا حاجة لي بلقائه.

حتى اقتنعت يوماً بأن لقاءه ينفع المسلمين. وكان الوسيط بيني وبينه مدير دائرة الإفتاء الشيخ فخر الدين الحسني، ولا يزال حياً فاسألوه. فرجوته أن يطلب لي موعداً من السراج. وكان طلب الموعد يتأخّر جوابه أسبوعاً أو أكثر من ذلك، فلما طلبت الموعد في صلاة الظهر رجع إليّ بالجواب بالموافقة على أن ألقاه في منتصف الساعة الثانية (أي الواحدة والنصف).

فذهبت إليه مع الشيخ فخري، وقلت له: إن لي حاجة أعرضها قبل أن أبدأ الحديث، هي أنني اشتغلت في عمري

<<  <  ج: ص:  >  >>