أن ينظر كل واحد منهم في المعاصي التي يقيم عليها هو وأهله والمخالفات التي يعلمون أنهم يرتكبونها، فليتوبوا منها وليعزموا على عدم العودة إليها. ثم ليقُم خطباء المنابر يوم الجمعة الآتية فيحثّوا الناس على الخروج للاستسقاء، ويبيّنوا لهم أحكامه وآدابه وسنّة رسول الله ‘ فيه. فإذا كان يوم الثلاثاء الذي بعد الجمعة القادمة صاموه، وصاموا الأربعاء والخميس، ثم خرجوا يوم الجمعة في الساعة التاسعة إلى سفح جبل قاسيون في آخر خطّ المهاجرين، حيث تُصلّى صلاة العيد كلّ سنة، وقد أخلصوا النيّات لله، ولم يفكّروا في تجارة ولا لهو ولا سياسة ولا مصلحة من المصالح الدنيَوِية، لا يفكّرون إلاّ في التوجه إلى الله ودعائه دعاء المضطرّ، يقولون: يا ربّ، يدعونه وحده لا يُشرِكون معه أحداً، يقولون: اللهمّ اسقِنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ...
(إلى أن قلت): فيا أيها السامعون من مسلمين ومن نصارى، ومن كلّ مَن يعتقد بأن لهذا الكون إلهاً منه المبتدأ وإليه المصير: إذا داهمتكم الشدائد وسُدّت في وجوهكم مسالك الأرض وأُغلقَت دونكم أبواب الفرج، وانقطع عنكم المطر من السماء وجفّت الينابيع في الأرض وغارت المياه من الآبار، فارفعوا أيديكم إلى السماء، فإن باب السماء لا يُغلِقه ربّكم أبداً، فاسألوه يعطِكم وادعوه يستجِب لكم.
* * *
واختلف الناس في كيفية صلاة الاستسقاء: هل تكون معها خطبة؟ وهل تكون الخطبة قبلها أم تكون بعدها؟ وهل يخرج النساء إليها أم يمتنع خروج النساء؟ وكل منهم يريد فتوى على