ليبكِ عليها من لحس عسلها، لا من لسعَته النحل من حول العسل. ليبكِ عليها من قطف وردها، لا من دَمِيَت أصابعه بشوكها. ليبكِ عليها من أكل لحمها، لا من غُصّ واختنق بعظمها.
على أن هذه الدنيا زائلة يا سيادة الرئيس، زائل كلّ ما فيها؛ فلا المُلك يبقى ولا المال ولا السلطان، ولو دامت لمَن كان قبلك لما وصلت إليك. فاتّقِ الله، اتّق الله الذي تقف غداً بين يديه وحدك، ليس معك من يحفّ بك ولا من يهتف لك ولا من يحميك. وسيسألك الله عن كلّ قانون مخالف للشرع أصدرتَه، وعن كل قرش من أموال الأمّة: من أين جمعتَه وأين أنفقتَه، وعن كل عورة كشفتَها أو رضيت بكشفها، وعن كل منكَر أقررتَه أو قدرت على منعه فلم تمنعه ... هنالك الامتحان، فاستعِدّ ليوم الامتحان.
وليعدّ الجوابَ كلُّ ملك وكل حاكم وكل رئيس ليوم لا رئيسَ فيه ولا حاكمَ ولا ملك، يومَ ينادي المنادي: لمن المُلك اليوم؟ فيجيب المجيب: لله الواحد القهّار.
وأنتم يا أيها الضبّاط الذين أنقذونا من هذا البلاء الذي لم نستطع له بالحسنى دفعاً: لكم الشكر، وأسأل الله أن يوفّقكم إلى ما فيه رضاه، وأن يجنّبكم خطيئات من كان قبلكم، وأن يُلهِمكم إصلاح ما فسد من الأمور وإبطال ما حدث من المنكَرات. وأسأل الله أن يُعيدَ لنا الوحدة التي يرضاها الله، وحدة التعاون على البِرّ والتقوى، وحدة العدالة والحرّية والمساواة. إنه سميع الدعاء.