للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحدّد، فربما انتهى في وسط الجملة فوقفت بين المبتدأ والخبر أو بين الفعل والفاعل! ولكنهم في هذا الحديث الذي كان مُفتَتَح أحاديثي في الرائي لم يحدّدوا لي وقتاً بل تركوا لي الأمر أقول ما أشاء. قلت ما خطر على بالي ونجحَت التجرِبة الأولى بحمد الله.

وأعجب ما في الأمر أني رأيت في اليوم التالي كلمتي التي ألقيتها منشورة في جريدة «الوحدة» وقد قدّم لها المحرّر مقدّمة قال فيها (وأعتذر لكم ممّا فيها من الثناء عليّ أرويه أنا عن نفسي، حتى يُقال لي: مادح نفسه يُقرئك السلام!): "شهد المواطنون الأديب الأستاذ علي الطنطاوي في تلفزيون دمشق يحدّثهم حديثه الساحر المحبّب إلى النفوس، ورأى المواطنون أديب دمشق الكبير أمامهم يكلّمهم بنفسه عن الشائعات التي روّجَتها أبواق الدعاية الناصرية عنه. و «الوحدة» تنشر الحديث (وقد سجّلَته عندما أُذيع) ليطّلع عليه من فاته السماع له (١).

وقبل أن أنقل إليكم طرفاً ممّا قلت تَتِمّة لقصّة الوحدة والانفصال، أحبّ أن أقول إن هذه الضجّة التي كانت عقب الخطبة في جامع التوبة (والتي لم تستمرّ إلاّ دقيقتين أو ثلاثاً) أثارت شائعات لا حصر لها وذهب كلٌّ يعلّق عليها بما يشتهي وما يوافق هواه. وأنا قد تعوّدت المدح وتعوّدت القدح فلا يهزّني ذمّ ولا هجاء، ولكن آلمَتني كلمة نقلوها عن الشيخ شفيق يَموت


(١) نُشر الحديث في جريدة «الوحدة» يوم الأحد ٢٢/ ١٠/١٩٦١، وأعادت نشرَه جريدة «الخليج العربي» الصادرة في الخُبَر في عددها ١١٣ بتاريخ ٢٠/ ٢/١٩٦٢ (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>