على أني ما أدري ماذا يريد منّا هؤلاء الذين أقاموا من أنفسهم أوصياء علينا؟ ماذا يريد هؤلاء الذين يكتبون في جرائد عبد الناصر في بيروت؟ هل يريدون أن نبقى حتى يُعتقَل كل غنيّ فينا لأنه غنيّ، فيُجرّد من ماله ويُحرَم من حقوقه المدنية وتُنتزَع حُلِيّ نسائه من أيديهن؟ هذا ما وقع في سوريا وفي مصر أيام عبد الناصر، والحبل جرّار، ولسنا ندري ماذا ينزو غداً في رأس الحاكم بأمر الله الذي رجع يحكم مصر مرّة ثانية! أكان هذا ما يريدونه لنا؟ إذا كان هذا في رأيهم خيراً فلماذا لا يختارونه لأنفسهم؟ لينضمّوا إلى عبد الناصر، ونحن نضمن لهم أن يقبلهم وأن يُدخِلهم جنّته الديمقراطية الاشتراكية، التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعَت من التعذيب والإرهاب.
أنسيتم يوم كان في كل خمس أُسَر أسرة أُخذ واحد من أبنائها، اعتقلوه سنين وأهله لا يعرفون مكانه ولا يدرون أهو حيّ أو هو ميت؟ يوم كان حكامنا أعداءنا، بل كانوا يعملون بنا ما لا يعمله أعدى أعدائنا. إن أحبّوا ذلك فليختاروه لأنفسهم، أمّا نحن فقد اخترنا لأنفسنا ونحن أعرف بمصالحنا، ما حجر القاضي علينا لنتخذهم أوصياء لنا.
أمّا الطلاّب والطالبات الذين كتبوا إليّ فلهم من حفظ دروسهم وكتابة وظائفهم -لئلاّ يتعرّضوا لفَلَق المعلّم (أي فَلَقَته) - شاغل عن السياسة وأهلها. ومتى كان أولاد المدارس يوجّهون سياسة البلد؟
أما الذين ظنوا أني صرت سياسياً وانضممت إلى موكب أهل