للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحزاب الوطنية كثيرة، وأكبرها حزب «أمانو» واسمه الحزب الوطني الاتحادي، ولم يكن يرى التعاون مع الحكومة، يؤيّده الحزب الصيني الكبير وحزب فارتي ناكارا، أي حزب البلاد. وكان رئيس أمانو تنكو عبد الرحمن، وقد لقيته في حفلة فلسطين وسيأتي حديثها.

* * *

وكنا كلما وصلنا بلداً ألقينا فيه الخطب والمحاضرات للتعريف بقضية فلسطين وشرح أدوارها، ثم عملنا على تأليف لجنة لها. وكانت الحفلة قد أُقيمَت في عاصمة جوهور، وهي بلدة صغيرة ما بينها وبين سنغافورة إلاّ هذا الجسر، ليس لها عَظَمة سنغافورة ولا ضخامة بنيانها، ولكنها بلدة شرقية هادئة أحسست فيها بالأنس والاطمئنان.

وكانت الحفلة في نادٍ كبير فيه مسجد واسع، وكانوا قد أوصوني وأنا في الهند أن لا أتكلّم عن الإنكليز في سنغافورة، لأن سنغافورة مستعمَرة إنكليزية وليس من مصلحة القضية -كما قالوا- أن أتكلّم عنهم في بلادٍ الحُكمُ فيها لهم. وسمعت ذلك منهم وكتمت أمراً. فلما كانت الحفلة وقمت لأخطب قلت للحاضرين: لقد أوصوني أن لا أعرض للإنكليز بشيء ولا أذكر شيئاً عمّا عملوه في فلسطين.

وما كاد المترجم ينقل هذه الجملة إلى الحاضرين (وهم بضعة آلاف) حتى ضجّوا ضجّة عظيمة، وتكلّموا بكلام تردّدَت فيه كلمة أمانو. وإذا نحن في نادي حزب أمانو، وهو الحزب الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>