للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصحى قراءة وكتابة وفهماً، ويُحسِنونها كلاماً باللهجة الحضرمية. وللحضارمة فضل كبير في نشر العربية والإسلام في هذه البقاع. ولهذه المدرسة قصّة فيها قدوة للعاملين وعبرة للمقصّرين، بدأَت سنة ١٩٢٠ حين عزّ على الجمعية أن تجد ما تريد من المعلمين لمدارسها، ففكّرت في أن تأخذ نفراً من نابهي الطلاّب ونابغيهم فتُعِدّهم ليكونوا معلمين، وفرّغت لهم غرفة في مدرسة من مدارسها، فما زالت الغرفة تلد غرفة والغرف العشر تلد عشراً، حتى صار من ذلك دار معلمين قلّ نظيرها، بقينا فيها ثلاث ساعات نرى قاعاتها ومهاجعها ومكتبتها وملاعبها، ولولا العطلة لرأينا دروسها وطلابها.

ولقد هُدمت هذه الدار بعد أن اكتملت، وذلك سنة ١٩٤٥ عند النكسة، حين خرّب المجاهدون الوطنيون كل بناء كبير لمّا انسحبوا لئلاّ يحتلّه الإنكليز والهولنديون ويتخذوه معقلاً وحصناً. فلما كان الاستقلال وكان الاستقرار أعادتها همم هؤلاء الرجال أعظم ممّا كانت.

وزرنا مكتبة في جوكجا تضمّ أربعين ألف كتاب عربي، ومسجدها العظيم مسجد الشهداء الذي بنته أيدي أبناء مدينة جوكجا، مدينة الدين والعلم والأمجاد والبطولات، المدينة التي ملأ قلبي الإعجابُ بها وبملكها وبماضيها وبحاضرها. فعلى ذلك البلد الطيب، وعلى ملكه الشابّ المصلح المتواضع، وعلى أهله المجاهدين الأخيار، سلام الله وبركاته.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>