مخطئاً، وكنا سمعنا من قبل أنه مدرّس في الكلية، فكبر علينا أن يكون في الجامعة التي نرسل إليها أبناءنا، يقطعون البرّ والبحر ليَرِدوا مَعين علمها، مدرّس غاية جهده مثل هذه الرسالة.
ولكني أريد أن أسأل الدكتور عن قوله:"وكاتب الرسالة فيما أعرف عنه وكما يبدو من كتابته شابّ مسلم". هل قرأ كتابته في رسالته فرآه يبدو منها شاباً مسلماً؟ أمّا أنا فقد قرأت الرسالة، وصلَت إليّ كما وصل إليّ تقرير الأستاذ أحمد أمين الذي نشرتُه في «الرسالة» ونقلتُ منها صفحات بحروفها. وأنا أؤكد القول أن ما نقلته منها لو قاله معتقِداً به أبو بكر وعمر لكفر به أبو بكر وعمر وصارا به أبا لهب وأبا جهل. وأنا قاضٍ شرعي أدري إذا تكلّمتُ عن الكفر والإيمان ماذا أقول وأُثبِته بالدلائل وأؤيّده بالنصوص، وأناظر فيه من شاء من أهل العلم أن يناظرني، لست كالأستاذ توفيق الحكيم الذي لبس الجبّة فجأة ولاث العمامة وتصدّر للفتوى في «أخبار اليوم» وما هو منها في شيء.
ثم قلت ما خلاصته إني سألت الشيخين الجليلَين عبدالمجيد سليم ومحمود شلتوت عن صحّة ما نُسب إليهما في «أخبار اليوم» عن تبرئة الرسالة وصاحبها من الكفر فبيّنا لي أن ما نُشر عنهما غير صحيح، وقال الشيخ الأكبر الشيخ عبد المجيد إن الأقوال التي عزاها الأستاذ أحمد أمين في تقريره عن الرسالة كفر وإنّ معتقدها كافر، وأذن لي أن أنشر ذلك.
* * *
والقصة طويلة جداً، وقد اشتركَت فيها أقلام كثيرة وملأت