هذا خلاصة ما جاء في الرسالة، كتبتُها بقلمي وعرضتها بأسلوبي.
أما الكلام في معنى العلم والتربية فليس ذكرى من ذكرياتي التي لا يعرفها غيري لأنها جزء من حياتي فيحقّ بذلك لي وحدي الكلام فيها، بل هي قدْر مشترَك بين كل المفكّرين، ومن قرّاء الجريدة من هو أقدر عليه وأعرَف به مني.
وأنا لم أدرس التربية كما يدرسها المختصّون فيها المنقطعون إليها، وليس في يدي شهادة من أساتذتها على أني من أهلها، ولكني شاركت في تربية إخوتي، وربّيت بناتي، وأشرفت على تربية أحفادي وحفيداتي. وقد بلغ عدد مَن ذكرت إلى الآن واحداً وأربعين، أفلا تكفيني هذه التجارِب وتكون شهادة لي على أن لي معرفة ببعض طرائق التربية؟ وقد بدأت التعليم من إحدى وستين سنة، من سنة ١٣٤٥، وقرأت من كتب التربية كل ما وصلت إليه يدي، ولا أدّعي مع ذلك أني صرت من كبار المربّين ولا أني من صغارهم.
أما تعريف التربية، كما أرى، تعريفاً قريباً من الأفهام بعيداً عمّا أودعَته في الكتب الأقلام، التعريف المنبثق من فكري أنا لا المنقول من الكتب التي ألّفها مؤلّفوها فهو: إن سلوك الإنسان مجموعة عادات، وإن كل عمل جديد هو بداية عادة جديدة، إما أن يستمر فيها وإما أن يرجع عنها. فالتربية هي غرس العادات النافعة والصرف عن العادات الضارّة.