للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشكلات. العلم كما يعرف الناس جميعاً هو نفي الجهل. وليس هذا من قبيل تفسير الماء بالماء، كالذي زعموا أن رجلاً ادّعى الشعر، فامتحنوه أن يصف مجلسهم عند الغدير فقال:

فكأنّنا والماءُ مِن حَولِنا ... قومٌ جُلوسٌ حَولَهم ماءُ

فقالوا: فسّرَ الماء بالماء! ...

إن ما قلت هو المعنى الذي يُسرِع إلى الذهن إن ذُكرت كلمة العلم، فمَن عرف قضية كان يجهلها صار عالِماً بها. لكن للعلم معنى غير هذا؛ ذلك هو الذي يقابل الشكّ ثم الظنّ، أي أنه يأتي بمعنى اليقين، فالشكّ خمسون بالمئة نعم وخمسون لا، والظنّ ستون بالمئة نعم، وغلبة الظن سبعون بالمئة، والعلم مئة على مئة.

ومن أراد تفصيل هذا الإجمال وجده في أول كتابي «تعريف عامّ بدين الإسلام»، الذي صدر الجزء الأول منه من سنوات طوال يعرض العقيدة بشكل جديد، ثم لم يوفّق الله إلى إتمامه، مع أن المعلومات كلها في ذهني والقلم في يدي، ولكن الهمّة ليست عندي.

فالعلم -إذن- قد يأتي بمعنى اليقين. فإن قلنا «عين اليقين» أردنا ما تيقّنه الإنسان عن طريق العين والحواسّ، و «حقّ اليقين» ما جاء بالدليل القطعي الذي يكاد يصل إلى حدّ البديهيات.

وعندنا العلم الذي يقابل الفنّ. وقد سبق مني القول فيه مراراً، وبيانه أن مطامح البشر تقف عند ثلاث هي: الحقّ والخير

<<  <  ج: ص:  >  >>