وقال لي إخواني في المحكمة: عليك أن تقدّم له مع شراب الليمون مثلاً قطعة من الشكلاطة. وسحروني بقولهم فغرّموني ثمن علبة منها دلّوني على نوعها، أذكر أن اسمها «بلاك ماجيك»، ولم أكن قد سمعت بهذا الاسم من قبل. وفهمتُ أن معنى الكلمة «السحر الأسود»، أي أن سحرهم إياي كان أسود والعياذ بالله لأنني دفعت فيها ثمناً كان ثقيلاً على كيسي لذلك اليوم.
وجاء في الموعد رجل إنجليزي ومعه ترجمان له، لأني لا أفهم عنه ولا يفهم عني. فسلّم وسلّمت، ثم تكلّم فشرّق في الحديث وغرّب، وأنا أستمع إليه على حذر أحاول أن أدرك ما الذي يريد أن يصل إليه، وإذا هو يريد أن يسألني عن حكم الإسلام في الشيوعية، ففهمت عندئذ ماذا يريد. وكان قد صدر قبل ذلك فتوى من بعض علماء الأزهر بأن الشيوعية مخالفة للإسلام، وكتبت في «الرسالة» أعلّق عليها وأقول إنها فتوى صحيحة، ولكن محاربة الشيوعية لا تكون بإصدار الفتاوى بل بتحقيق العدالة الاجتماعية الإسلامية التي تسدّ الطريق على الشيوعية وعلى غيرها (١).
فقلت له إن الشيوعية والرأسمالية والروس والإنكليز والأمريكان كلهم عدو للإسلام. وترجم له الترجمان هذا الكلام، وختمت الجلسة فانصرف غير مسرور.
وكلمني بعد ذلك بيوم واحد رجل كنت أعرفه في العراق
(١) انظر مقالة «محاربة الشيوعية» في كتاب «مقالات في كلمات» (مجاهد).