للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن هذا الشعب يُنجِده إذا استنجده، ويُمِدّه إن استمدّه، ويكون معه أبناؤه جميعاً حين يدعوهم:

لا يسألونَ أخاهم حينَ يندُبُهم ... في النّائباتِ على ما قالَ بُرهانا

لقد جرّبنا ذلك منهم مرات فكانت التجرِبة ناجحة دائماً، وأحسبكم لم تنسوا حديث يوم الفقير أيام الرئيس تاج الدين الحسني الذي أوردتُ عليكم خبره، وما فعلت فيه لمّا كنت قاضي النبك سنة ١٩٤٢.

أعود إلى الحديث عن شكري بك وعن أسبوع التسلّح. لقد دعانا يومئذ في جملة من العاملين الذين أقاموا من أنفسهم جنوداً لهذا الوطن، يأتمرون بأمر شكري بك لا لأنه رئيس الجمهورية بل لأنه الزعيم المناضل.

فبدأتُ أذيع سلسلة من الأحاديث من إذاعة دمشق، وكان لي فيها حديث دائم بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع. وعندي بحمد الله صورة مكتوبة من هذا الحديث لأنني كنت أكتب أحاديثي، وقد أدركت لمّا وجدت هذه الصورة مبلغ الخسارة بترك الكتابة وارتجال الأحاديث. ولكن ما فائدة الأسف؟ إن لي في المملكة الآن إحدى وعشرين سنة (١)، أحدّث فيها كل يوم من الإذاعة وكل أسبوع من الرائي، وأُلقي خلال ذلك محاضرات وخطباً، فكم مجلَّداً يخرج منها لو أنها كُتبت؟

وأنبّه قبل أن تقرؤوا هذا الحديث أنه أُذيع قبل أن تذهب


(١) من سنة ١٣٨٣ (١٩٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>