منا بقية فلسطين، التي أعنّا اليهود على طمس اسمها فدعوناها «الضفّة». ما الضفّة يا أيها العرب؟ قولوا:«فلسطين»، وأرغموا آناف اليهود بـ «الاسم» حتى يقدّركم الله على إرغامهم بـ «الفعل».
* * *
وهذا نصّ الحديث الأول من الأحاديث التي أُذيعت تمهيداً لأسبوع التسلّح، أختار منه ولا أعرضه كله (١). قلت:
الحديث اليوم عن أسبوع التسلّح، ولست أحدّثكم فيه استرضاء للّجنة العليا (وأذكر أنه كان من أعضائها صديقنا الأستاذ نصوح بابيل فلعلّه يكتب عنها) ولا لأن الموجّه له المعنيّ به فخامةُ الرئيس، بل لأني معتقد بأن العمل له والمشاركة فيه واجب شرعيّ وعقليّ ووطنيّ. يدعو الديّنَ إلى ذلك دينُه، والعاقلَ عقلُه، والوطنيَّ وطنيتُه، ولولا ذلك ما قلت فيه كلمة، وأنتم تعرفونني وتسمعون لي من أكثر من خمس وعشرين سنة وتقرؤون لي من ثلاثين سنة، فهل وجدتموني بعت قلمي يوماً لأحد، أو دفعَتني منفعة أرجوها أو مضرّة أخشاها إلى أن أقول بلساني ما لا يؤمن به قلبي؟
ولست أقول هذا تمدّحاً وفخراً، بل لأحملكم على تصديق ما أقوله اليوم لكم. وماذا أقول لكم؟ وهل ترونني أحتاج إلى أن أوضّح الواضحات، وأقنعكم بوجود الشمس في رابعة النهار، وأثبت لكم أن العمل على التسلّح ضرورة لازب؟
(١) انظر مقالة «أسبوع التسلح وفلسطين»، وهي في كتاب «هُتاف المجد»، وقد أذيع هذا الحديث سنة ١٩٥٥ (مجاهد).