لم يوجد يومئذ ولكن أرجو أن يكون قد وُجد الآن، وُجد من ينتقم لتلميذ مدرسة قبية، من يثأر للحبالى اللاتي بقر بطونَهن خنازيرُ البشر اليهود، للنساء اللائي قطع أثداءهن اليهود، للأطفال الذين ذبحهم اليهود على أعيُن أمهاتهم، لقبية ودير ياسين (ولم تكن جريمة صبرا وشاتيلا قد وقعت)، للمسجد الأقصى الذي ضربه اليهود بالبارود وأراقوا على ثراه دم الأبرياء من المصلّين، للكرامة العربية، ولعزّة الإسلام.
فهل في السامعين من يشكّ أو يتردّد أو يحتاج إلى أن أرغّبه في البذل لأسبوع التسلّح؟ هل فيهم من يحتاج إلى أن أُثير في نفسه الحماسة أو أوقظ فيها الإيمان؟ هل فيهم من يُعوِزه أن أبيّن له أن ما يدفعه الآن هو الذي يبقى له يوم القيامة، وأنه بهذا العطاء سيكون من المجاهدين لأن الجهاد درجات: جهاد باللسان، وجهاد بالمال، وجهاد بالنفس؟ هل أحتاج أن أقول لكم إن الأمّة التي تكون مثلنا مهدَّدة بالعدو الغادر الجاثم على أبوابها، ولا تبذل من مالها الشيء القليل للتسلّح وللاستعداد، تذهب بذلك القليل والكثير؟
فأعطوا من أرباحكم قبل أن يذهب الربح ورأس المال. أعطوا من أجور أملاككم قبل أن تخرج من أيديكم هذه الأملاك. أعطوا من ثمرات أرضكم قبل أن تخسروا الأرض والثمرات. أعطوا من رواتبكم قبل أن تبقوا بلا رواتب. أعطوا من وفر ما تتخلّون عنه من الكماليات، فإن من لا يستغني عن الكماليات في مثل هذا المقام يُضطرّ يوماً أن يستغني مُكرَهاً عن الضروريات. من كان عنده عرس فليدع ثمن علب السكاكر ونفقات العرس التي