لاداعي إليها للجان التسلّح ويُعلِن ذلك للمدعوّين، يشكره الناس ويكن قدوةً لهم في الخير. ومن كان له مأتم فليترك الآس والحنّاء وحفلات الثلاثة الأيام والأربعين وهاتيك البدع التي لا يرضاها الشرع ولا يقرّها الدين، وليدفع تكاليف ذلك للجان التسلّح، وليُعلِن ذلك للناس. ومن كان يريد أن يشتري ثوباً جديداً يمكن أن يستغني عنه أو تحفة أو لوحة فليدعها وليدفع ذلك للجنة التسلّح، وليجعل للإيصال إطاراً يعلّقه في غرفة الاستقبال مكان الصورة، وليثق أنه يكون أجمل من كل صورة فنّية. ومن كان يذهب إلى السينما ثلاث مرات في الأسبوع فليذهب مرتين وليدفع أجرة الثالثة إلى لجان التسلّح، أو فليرجع إلى عقله ودينه ويدع السينما ويَتُب منها ويجعل نفقاتها لأسبوع التسلّح.
وكل ما يمكن الاستغناء عنه فلنستغنِ عنه لنجعل ثمنه سلاحاً ندافع به عن بلادنا، ونسترجع به أرضنا من عدوّنا، ونُخلِص النية فنُرضي بذلك ربنا. ويستمرّ ذلك دائماً، لا أسبوعاً واحداً، لأن الكماليات لا مكان لها في بلد مهدَّد بالعدوّ الجاثم على الأبواب.
إن من حقّ الرجل أن يستريح في بيت ويستمتع بعد انتهاء عمله ويستلقي ويأخذ جريدته وقهوته، ولكن إن شبّت النار في الدار لا يبقى للمتعة والراحة مجال؛ كلاّ، ولا للطعام ولا للمنام. إن الطعام والماء من الضروريات، ولكن في حالة الخطر نترك الضروريات فكيف بالكماليات؟ إن أهل فلسطين اضطُرّوا إلى الدفاع عن أنفسهم، كل يدافع بسلاحه عن بيته وعن حريمه وعن أولاده، فاحمدوا الله أنتم على أن لكم جيشاً يدافع عنكم ولا يدع العدو يصل إلى أبواب بيوتكم، وادعوا الله أن يجعل هذا الجيش