وكان كثير التأليف؛ طبع له ولده (وهو عالِم فاضل، وهو الآن مدير دائرة الإفتاء في الشام) كتاباً واحداً منها هو «أغاليط المؤرّخين».
وعلى رأس من يُلقي هذه الدروس، ومن كان مجلسه مدرسة دائمة، شيخ دار الحديث وشيخ علماء الشام الشيخ بدر الدين الحسني. وعلى هذه الطريقة شيخُنا الشيخ محمد بهجة البيطار، الذي لم يكن يردّ سائلاً إذا سأله من ماله أو سأله من علمه. وكان يُلقي كل يوم دروساً في جامع الدقّاق، وهو المسجد الجامع لحيّ المَيدان، أحد الأحياء الكبيرة في الشام، وفي المسجد الصغير الذي يواجه داره. وقد سار في ذلك على طريقة شيخه عالِم الشام الشيخ جمال الدين القاسمي. ومن فقهاء الحنفية الذين كانوا يُلقون أمثال هذه الدروس الشيخ نجيب كيوان، وكثيرون لست أستطيع الآن أن أجمع ذهني لإحصائهم.
ومن فقهاء الشافعية الذين كانوا يُقرئون التلاميذ ويُلقون الدروس الشيخ الجوبري، الذي كان يُعَدّ في عصره أفقه شافعي في الشام. ثم الشيخ العالِم العامل الواعي الشيخ صالح العقّاد، وهو عارف بأحوال الناس مطّلع على المعاملات المالية الجديدة كاطّلاع الشيخ عارف الجويجاتي، لأنه كان من التجار، وكان من الذين استغنوا عن رواتب الدولة.
وأعرف من هؤلاء جماعة أمثّل لهم بالشيخ عبد الحميد القنواتي قبل أن يترك التجارة ويتفرّغ للتدريس بالكلية الشرعية، والشيخ موسى الطويل، والشيخ أحمد القَشْلان، والشيخ شريف النّص، الذي كانت له مكتبة خاصّة تُعَدّ من أكبر المكتبات في