دمشق أودت بها نيران الفرنسيين لمّا ضربوا الشام أيام الثورة السورية. وقد سمعت أنه جدّد -رحمه الله- أكثرها. وولده شاعر سطع نجمه حيناً ثم انقطع عني خبره، وولده الأكبر من صدور التجار ومن طلبة العلم.
ومن فقهاء الشافعية الذين كانت لهم دروس منظَّمة ثم تحوّلت إلى مدرسة أنشأها هو، الشيخ حسن حَبَنّكة. وكان له تلاميذ عُني بأوائلهم أكثر العناية وعكف معهم على الجِدّ الذي ما بعده في العلم جدّ، فنبغ منهم جماعة أمثّل لهم ولا أعدّهم، منهم ولده الشيخ عبد الرحمن، والشيخ الدكتور مصطفى الخن، والشيخ القارئ الجامع حسين خطاب، ومن أنبغ مَن قرأ عليه الدكتور سعيد رمضان البوطي.
وممن كان لهم في الصحوة الإسلامية وفي النشاط العلمي في الشام أعظم الأثر الشيخ عبد الكريم الرّفاعي. وهو رجل مخلص متواضع منكر لذاته عامل لله، وهو الذي بدأ بما دُعي اليوم «إحياء رسالة المسجد». وأظنّ أني قد عرضتُ لخبره في بعض أحاديثي في الإذاعة أو في الرائي؛ ذلك أنه رأى يوماً واحداً من طلاّبه يُعين اثنين من تلامذة المدارس على استذكار دروسهما، فسُرّ به وأعجبه صنيعه وسأله: هل ترضى أن تُلقي مثل هذا الدرس على عدد أكبر من التلاميذ ابتغاء ثواب الله، بلا أجرة تأخذها مني ولا منهم؟ قال: نعم. قال له: فاجتهد أن تجعل موعد الصلاة منتصف الدرس، حتى إذا أذّن المؤذّن قمت أنت إلى الصلاة، فمَن كان منهم مواظباً عليها استعدّ لها وقام معك إليها، ومَن لم يقُم فلا تقُل له شيئاً، ولا تُجبِره على الصلاة إجباراً ربما فتح