وقد نبغ من تلاميذه جماعة منهم الشيخ عبد الرزاق الحلبي، والشيخ رمزي البزم الذي كان عندنا في المدرسة الأمينية الابتدائية تلميذاً ما كنا نرجو منه خيراً فكتب الله له الخير، وأرجو أن يكتبه الله لولده عبد اللطيف فيمشي على هذا الطريق السويّ، فيعتني بالجوهر قبل المظهر ولا يتسرّع بنيل المشيخة قبل أوانها.
والشيخ عبد الكريم الرفاعي والشيخ حسن حبنكة وغيرهم كلّهم مِن غَرْس يد الشيخ علي الدقر، وكلهم من تلاميذه. ومنهم الفقيه الشافعي الشيخ البصروي والمؤرّخ الشيخ نايف. والشيخ علي من تلاميذ الشيخ بدر الدين شيخ علماء الشام رحمهم الله جميعاً.
أمّا فقه الحنابلة فمن تبع سِيَر علمائه وجد أن أربعة أخماسهم من ديار الشام، هم الذين نشروا المذهب وهم الذين وطّدوا أركانه وهم الذين ألّفوا كتبه، وعلى رأسهم آل قُدامة، ومنهم الشيخ الموفَّق صاحب «المغني».
انتهى فقه الحنابلة على أيامي إلى المشايخ من آل الشَّطّي، فكان أجلّهم الشيخ حسن الشطي، وهو الذي فتحتُ هذه الحلقة بكتابه إليّ لمّا كان مدير الكلية الشرعية في دمشق. وكان قبل ذلك قاضياً في النّبْك، ثم صار قاضياً لدوما، ثم صار قاضي الشام. وقد قلت لكم من قبل أن الله شرّفني بأن جعلني خلفاً له في هذه المحاكم الثلاث. ومنهم مفتي الحنابلة العالِم المخلص الجريء الأديب الشيخ جميل الشطي.
أما المذهب المالكي فكان فقهاؤه في الشام قلّة، وكان أوثقهم وأكثرهم عليه اطّلاعاً هو الشيخ الكافي التونسي، وإن