والشيخ الحلواني جمع القراءات على طريقة الشاطبية. كما جمعها الشيخ عبد الله المنجّد (والد صديقنا الأديب المؤلّف الدكتور صلاح الدين) على طريقة الطيّبة، وخلفه فيها تلميذه الشيخ عبده العربيلي.
* * *
هذا والله العمل، وهذا هو أساس بناء الأمة المسلمة؛ إنه البذرة التي تُلقى في الأرض الخصبة. والبذرةُ لا يبدو غصنها ولا يظهر ولا تُخرِج ورقها ولا تؤتي ثمرها من أول يوم، ولكن لا بد منها. فإذا أردتم أن تروا أمة مسلمة تنحو منحى الأجداد وتسلك سبيل المسلمين الأولين الأمجاد فعليكم بالصغار. لقّنوهم من صغرهم الإسلام، بلا ضجّة ولا إعلان ولا طبل ولا زمر. اهدوا الواحد والاثنين بلا خطب ولا دعاية، فلأَنْ يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من كل ما في الدنيا. الواحد يجرّ الواحد فيصيران اثنين، والاثنان يأتيان باثنين. أليس هذا هو الطريق الذي سلكه رسول الله عليه الصلاة والسلام لنشر الإسلام؟ فقد دعا إلى ما يشبه المحاضرة مرة واحدة يوم جمعهم عند الصفا، فردّ عليه أبو لهب بتلك الكلمة الفاجرة، فقمعه الله بسورة لا نزال نتلوها في صلاتنا ندعو بها عليه إلى يوم القيامة:{تبَّتْ يدا أبي لهبٍ وتَبَّ}.
من الواحد والاثنين ينتشر الدين ويسود الخير. إن الذين يدعون إلى الله بلا ضجّة ولا إعلان هم المجاهدون، هم الجنود المجهولون، هم الذين بنوا هذا الصرح العلمي الذي ردّ عنا