كان نادرة في حفظ الشعر، حتى لقد طُبعت دواوين كاملة مقابَلةً على ما تحويه ذاكرته العجيبة.
* * *
والرسائل التي كتبها الشنقيطي من الأردن يبيّن فيها حقيقة هذه الطريقة كان يطبعها ويوزّعها في الشام السيد كامل البني، وكان شاباً عالي الهمّة جمّ النشاط سريع الحركة، يدور بها على العلماء والمفتين ويحمل إليهم نسخاً من كتب الطريقة التجانية، ويستفتيهم فيها، وينشر فتاواهم في رسائل متتابعة كانت تُوزَّع مجّاناً في المدارس والمساجد ومجامع الناس وتُرسَل في البريد.
وليست هذه الرسائل تحت يدي الآن بل بقيَت في مكتبتي في الشام، ليس أمامي وأنا أكتب هذه الحلقة إلاّ الرسالة الخامسة منها. وقد كانت تُصدرها وتتولى الإنفاق عليها جماعة من الغُيُر (جمع غَيور) على الإسلام سمّوا أنفسهم «الهيئة الإدارية لنصرة الشريعة المحمدية».
وهذه الرسالة الخامسة مؤرَّخة في ٢١ ربيع الأول سنة ١٣٥٣هـ، فيها إشارات إلى الفتاوى التي اشتملت عليها الرسائل الأربع التي قبلها، ومنها فتوى مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي، وقاضي شنقيط (أي موريتانيا)، والخطبة التي ألقاها شيخنا الشيخ بهجة البيطار والتي لخّصتها وعلّقَت عليها الصحف والمجلات الإسلامية، كـ «الفتح» للأستاذ محب الدين الخطيب و «المنار» للسيد رشيد رضا و «الجامعة الإسلامية» و «التقوى»، وروت أخبارها جريدة «النهار» ومجلة «كل شيء»