التي كانت تُصدِرها دار الهلال. وفيها ذكر أن هذه الرسائل توقّفت شهراً ونصف الشهر أملاً في أن تعود «الجمعية الغرّاء» عن التّجانية بعدما نشرَت فتاوى المفتين في المحافظات السورية، ولكن الجمعية الغرّاء أصرّت عليها ولم ترجع عنها.
وجمع الأمير خالد الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر، أقوالاً نقلها من الكتب المعتمَدة عند أصحاب هذه الطريقة، وسأل مفتي الجمهورية السورية (وكان شيخَنا الشيخ عطا الكسم رحمه الله) عن الحكم الشرعي فيها وفيمن يعتقدها.
وقبل أن أنقل لكم طرفاً من هذه الأقوال أروي لكم كلمة قيلت من قديم في كتب الجاحظ، وأحسب أن قائلها ابن العميد، هي "أن كتب الجاحظ تعلّم العقل أولاً والأدب ثانياً". وأنا أستعير اليوم هذه الكلمة لأقول إن هذه الأقوال وأمثالها التي تفيض بها الكتب المنسوبة إلى الصوفية (كـ «الطبقات الكبرى» للشعراني و «السلسل المعين في الطرائق الأربعين» للشيخ السنوسي الكبير و «الفتوحات المكّية» و «الفصوص» لابن عربي)، هذه الكتب تورث الجنون أولاً والكفر ثانياً.
من هذه الأقوال المنقولة من الكتب المعتمَدة عند التجانية والمعدودة من أُسُس طريقتهم كـ «جواهر المعاني» و «بغية المستفيد» و «الإفادة الأحمدية»(وهذه الكتب الثلاثة تُعتبر من المراجع الموثوق بها عند أصحاب هذه الطريقة). ففي «الجواهر»(صفحة ١٠٣) أن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعادل ستة آلاف مرة من كل ذكر وتسبيح وتهليل، ومن كل دعاء كبير أو صغير (كذا!) وقع في هذا الكون!