للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرآن ذِكر، فإذا عدلَت المرة الواحدة من صلاة الفاتح ستّة آلاف ختمة كانت أفضل من خمسة آلاف وتسعمئة وتسع وتسعين! ويزعم أن الرسول عليه الصلاة والسلام خبّره بذلك، كما ورد في صفحة ٤ أنه أخذ الطريقة منه ‘ من غير واسطة يَقَظة لا مناماً.

ألا يُذهِب هذا الكلام العقلَ والدين؟ كيف أخذه منه وقد مات النبي ‘؟ أم يدّعي بأنه لا يزال حياً كما يقول بعض الجهلة في خطب الجمعة، يزعمون أنه حيّ في قبره مثل حياته في هذه الدنيا وحياتنا نحن فيها، أي أنه يأكل ويشرب ويتنفس؟! أفلا يذهب هذا الكلام بالعقل والدين؟ وهل يحتاج إثبات وفاته عليه الصلاة والسلام إلى دليل؟

وكيفَ يصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ؟

وإذا لم يمُت فكيف غسّلوه وصلّوا عليه ودفنوه ونصبوا أبابكر خليفة له؟ هل يحتاج هذا إلى إثبات إلاّ عند المجانين؟

لقد كان بعض الصوفية يكذبون على رسول الله عليه الصلاة والسلام بحجّة أنهم رووا عن الخضر (صاحب موسى) والخضر روى عنه، فجاء هذا التجاني فجاوز المدى وسبق هؤلاء الكذابين على رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ ذلك أن دعوى حياة الخضر التي يعتمدون عليها كاذبة، والمحقَّق أن الخضر مات، والله يقول: {وما جَعَلْنا لبشرٍ مِن قَبْلِكَ الخُلدَ}. أفلم يكن الخضر بشراً؟ ولا تقولوا عيسى، فعيسى له شأن آخر. وفي الحديث الصحيح أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>