للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تشوف اسمه طنطاوي، إنه شامي دماغه ناشف وأسلوبك لايفيد معه، والأزهريون من مدرّسين وطلبة يقرؤون له ويحبّونه، ولمّا كان الخلاف بينه وبين الشيخ أمين الخولي كانوا كلهم معه. وهو يحاربك الآن بسلاح الدين، فما لك ولخصومة أهل الدين؟

فليّن منه بعض اللين، ثم أقبل عليّ يكلّمني فقلت: أنا أحب الأستاذ وأقدّر له سنّه وسبقه وهو أستاذ معروف، وما بيني وبينه خلاف شخصي إلاّ هذه الكلمة التي قالها وسمعتموها، إن فيها كفراً لا يجوز لمسلم أن يسكت عن إنكاره، فإن رجع عنها وتبرّأ منها قمت إليه الآن فقبّلت رأسه، وإن أصرّ عليها فسأتوكل على الله وأخوض معركة معه ربما أنست القرّاء معاركه الأولى مع الأدباء. وما بسيفي أضرب ولكن بسيف الشرع.

فاعتذر من تلك الكلمة وقال إنها كلمة سبق بها لسانه، وراح يؤكّد أنه مؤمن صادق الإيمان وأنه طالما جرّد قلمه للدفاع عن الإسلام وأمثال هذا الكلام، فقلت له: تسمح الآن أن أقوم فأقبّل رأسك، ولكن بعد أن تسرّح شعرك المنفوش! فضحك وضحك القوم وانتهت المعركة بسلام.

وأنا أعترف بأن زكي مبارك أقدم مني في الأدب قِدَماً وأثبت فيه قَدَماً، ولكن إذا جاء الدين بطلَت المجاملات وعزّ منَ كان معه وذلّ من كان عليه.

* * *

وكنا نحضر في مصر مجالس كثيرة كانت في حقيقتها مدارس بغير نظام ولا منهاج، وكانت نوادي علمية وأدبية بلا

<<  <  ج: ص:  >  >>