للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موعد ولا إعلان، وكانت بما يدور فيها من نافع الأحاديث أنفع من الجامعات.

منها: مجلس لجنة التأليف والترجمة والنشر، الذي كان فيه الأستاذ أحمد أمين وكان معه جلّة من أكابر أساتذة مصر وعلمائها. ودار المفتي الشيخ عبد المجيد سليم، العالِم الجليل الذي كان من جلسائه الشيخ شلتوت والشيخ محمد المدني. لقد جئته مرة في الشتاء وأنا متلفّع مُرْتَدٍ المعطف الثقيل وهو حاسر جالس بين نافذتين مفتوحتين يجري بينهما الهواء، فقلت: ياسيدي ... فضحك ولم يدَعْني أُتمّ وقال: الله الله، أنتم الشباب وتخافون الهواء؟!

ومن تلك المجالس مجلس العالِم الجليل السيد الخضر حسين، رئيس جمعية الهداية الإسلامية والذي صار شيخ الأزهر. ومجلس الأستاذ محمد علي الطاهر، وهو ندوة سياسية قومية عربية. ومن أوائل هذه المجالس مجلس لأستاذ كان إذا تكلّم بذّ القائلين ولم يدع لأحد منهم مجالاً، على تجويد منه في الحديث ورغبة صادقة منهم في سماعه، يتمنّون لو أفاض وزاد، هو الأستاذ العقّاد. وهو في مجلسه مع جلسائه غيره مع مقالته مع قرّائه، تقرأ فتتصوّره مدرّساً عالِماً نافعاً ولكنه متجهّم الوجه قاسي النظرات يلوّح فوق رأسك بالعصا، وتراه في بيته منبسطاً مبتسماً يضمّ مجلسُه أصنافاً من الناس فيحدّث كلَّ صنف بما يفهمون، يخوض في كل موضوع ويتكلّم في كل مجال، حيثما اتجه الحديث اتجه معه فكان سابقاً فيه. حتى لقد ذكرتُ مرة أمامه الشيخ عثمان الموصلّي، وهو شاعر موسيقي معروف عندنا في

<<  <  ج: ص:  >  >>