للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الشام رجل اسمه الأستاذ درويش القصّاص، لمّا كنت أنا تلميذاً في الابتدائية كان في أيدينا كتاب اسمه «مبادئ الهندسة» من تأليفه. وممن أذكر الآن من قدماء المدرّسين في الشام ممن يستحقّ التكريم: أحمد عزة الرفاعي وسعيد الأفغاني وسليم الزركلي ومحبّ الله النابلسي وحمدي الزركلي ومصطفى الصواف.

فعدّوا أنتم من تعرفونه هنا من قدماء المدرّسين. إنهم طالما هجروا نومهم ليصحّحوا دفاتر أبنائكم، وشغلوا يومهم بتقويم أذهان أبنائكم، أفلا تقولون لهم شكراً؟

* * *

لقد كتبتُ كثيراً عن هذه المدرسة، وعن المدرسة الأمينية، وعن الكاملية التي أنشأها الشيخ كامل القصاب، العالِم السياسي المعلّم الذي عرفتموه هنا مديراً للمعارف، وقد سرّني أمس كتاب أهداه إليّ أستاذ فاضل لم تُكتَب لي معرفته، هو الأستاذ الخطاط حلمي، فيه صفحات من تاريخ التعليم في المملكة، لم يُفسِد حقائقَها أسلوبٌ مزخرَف مثقل بأدوات الزينة، ولم تخنقها المبالغات والتهويلات التي يلجأ إليها ناس من الكتّاب، يحسبون أنها تزيد الحقائق تثبيتاً في النفوس، لا يدرون أنها تطمسها وتُذهِب رونقها، وأن جمال الحقيقة في عرضها عاطلة من كل زينة سالمة من كل مبالغة.

كانت هذه مدرستي. وإن فكّرتم عجبتم من قولي إنها مدرستي ومن قول القائل هذه داري. لقد أقمت في عمارة الكعكي في أجياد عشرين سنة وكنت أقول إنها داري، لو دخل شقّتي

<<  <  ج: ص:  >  >>