هذه المواعيد، بل ربما اشترى الجريدة ليراها ويقرأها.
وأما الطلاق وأنه بيد الرجل فأحسن جواب عنه ما سمعتُه من أخي ورفيقي في كلية الحقوق الدكتور معروف الدواليبي، الذي أجاب به في أحد الملتقيات التي كانت تقيمها حكومة الجزائر. ذلك أن بعض الحاضرات من النساء سألن عن علّة جعل الطلاق بيد الرجل، فأجاب بأن ما تقرّره «نظرية العَقْد» التي تُدرس في كليات الحقوق كلها أن عقود المُعاوَضة هي في حقيقتها مبادلة بين ما يقدّمه طرف وما يقدّمه الطرف الثاني، وعقد الزواج المقصود الأول منه هذه الصلة التي تكون بين الرجل والمرأة والتي يكون من ثمرتها الولد، والتي قرن الله بها هذه اللذّة لتدفع إليها وتُبقي عليها، يقول: إن هذه اللذّة مشترَكة بينهما، ولكن الشرع منحها المرأة مجاناً وأجبر الرجل وحده بأن يدفع ما يقابلها وهو المهر، لذلك كان من حقه وحده أن يحلّ هذه الشركة، وإلاّ أُلزِم بالغرم ولم يكن له شيء من الغُنْم، ولو كان الطلاق بيدها تُوقِعه متى شاءت والزوج هو الملزَم بأداء مؤجَّل مهرها لكان الظلم في ذلك ظاهراً.
ولعلّي أسأت نقل جوابه أو لم أنجح في تلخيصه، لكنه جواب لا يسع المعترضَ إلاّ قبوله.
* * *
قلت إنها كانت تتولى هي جلّ قسط النساء من الدعوة إلى الله، ساعدها في ذلك ذكاء منقطع النظير رزقها الله ورزق مثله أخواتها، أقول هذا تحدّثاً بنعم الله لا فخراً وترفّعاً على عباد الله.