الماجستير، وهي تحرص على نيل الدكتوراة لا أمنية لها في غيرها. وأمّا الرابعة فلها ولزوجها قصة لعلّها أعجب مما ذكرت؛ لقد درسا في كلية الشريعة في دمشق، وكانت دراستها المتوسطة والثانوية هنا في المملكة، فلما بلغت امتحان التخرج ونجحت في بعض المواد سافرت وسافر زوجها، وكان مِثلَها في الامتحان الأخير، فما نالا الشهادة، فكان مثالهما كمن جاء للحج فقطع البراري وركب لُجَج البحار، أو طار في الجوّ حتى بلغ مكة، فلما لم يبقَ بينه وبين عرفات إلاّ عشرون كيلاً قعد فلم يحج! وأمّا الصغرى فحصّلت هنا بحمد الله الشهادات كلها وهي الآن في الشوط الأخير من الجامعة، فعلت ذلك على قيامها على أولادها وإشرافها على بيتها.
ولا تعجبوا أن سردت هذا، فما أبغي به الدعاية لهن، وما يطلبن وظيفة ولا يرشّحن أنفسهن لانتخاب ولا يدخلن مسابقة ولا يبغين زواجاً، ما ينتفعن من سردها وإنما النفع -إن شاء الله- للقارئات. ولو أردت أن أزيد أن حفيداتي أيضاً مشين في هذا الطريق وهن أمهات، فمنهن من أكملت الجامعة ومنهن من لا تزال تدرس في الجامعات.
أما بنتي التي أتكلم عنها رحمها الله فكانت في المسجد داعية ومعلّمة، ومع البنات هناك أختاً كبيرة أو أماً صغيرة، لا سيما لمن كانت جديدة منهن لم تألف البلد ولم تعرف فيه أحداً. كانت ترعاهن، تسهّل الحياة عليهن، تشاركهن في حلّ مشكلاتهن. والعظيم في ذلك أنها تصنع هذا كله بمحبّة صادقة للناس كلهم، فطرها الله عليها وأعطى أخواتها مثلها. فكانت الأسر المسلمة