القاضي العادل صاحب النوادر العجيبة، وهو عمّ أمي. وإن من مزاياها قبل هذا أن الإمام تلميذ الإمام، أول من ألّف الكتب في الفقه، كان أصله منها، وهو محمدبن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة. وقد ألّف الإمام مالك «الموطّأ» قبله، ولكن الموطّأ -على جلالة قدره وعظيم أثره- كتاب حديث وفقه، و «الكتب الستّة» التي ألّفها محمدبن الحسن في الفقه الخالص، وقد قرأها عليه الإمام الشافعي، كما قرأها وألّف «المدوَّنةَ»(التي هي عماد المذهب المالكي) على أسلوبها أسدُبن الفرات، وإن نُسِبت إلى سحنون لأنه عدّل فيها وبدّل شيئاً منها. أسدبن الفرات هو الفقيه القاضي الأميرال (أمير الماء) قائد الأسطول الذي فتح صقلية وبقيَت بأيدي المسلمين دهراً طويلاً (١).
ولم يكن دليلنا الذي يقود السيارة ويقودنا عارفاً بالطرق ولم يزُر مدينة كيسن من قبل، وكان يومئذ حديثَ عهد بألمانيا، وهو لا يزال إلى اليوم فيها، وقد صار أستاذاً نابغة. وكان هذا الأستاذُ السابقَ إلى الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بروكسل، وهو الآن في المركز الإسلامي في آخن، هو الدكتور محمد الهَوّاري الأستاذ في كلية الطب في الشام.
مررنا بطائفة من المدن حتى بلغنا كيسن، فجعل يلفّ بنا ويدور ولا يصل إلى بيت الشباب، فسألته: ألا يعرفه؟ قال: بلى، هو عند هذه ... شو اسمها؟ التي هي فوق الطريق ... ولم يكن يعرف هو على -ما يبدو- ما هي التي فوق الطريق ولا يعرف اسمها