للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنها كانت طيبة وكانت لذيذة.

ثم أخذونا يُروننا جانباً من البلد، فبلغنا ساحة فيها جسر من الحديد منصوب يعترض الشارع يوصل بين شارعين جانبيَّين، لا أستطيع تحديد طوله ولكنه يزيد عن مئة متر، فدُهش الأستاذ نديم والشابّان، وقلت: ما أدهشكما وأنتما تقيمان هنا وتمرّان كل يوم من هنا؟ قالا: هل تصدّق أن هذا الجسر لم يكن قبل أيام موجوداً؟ وقالوا -بعدُ- أنه أُقيمَ في ثمان وأربعين ساعة. قلت (كما كان يقول صاحب كليلة ودمنة): وكيف كان ذلك؟ قالوا: إنهم حفروا أساس الدعائم وغطّوها وأعدّوا زُبَر الحديد وأوصالها وما يحتاج إليه الجسر بحيث لم يبقَ إلاّ تركيبه، فلما جاءت العطلة الأسبوعية شرعوا يركّبونه، فاشتغلوا به ليلة الأحد ويومَه وليلة الإثنين حتى كمل، وكان صباحَ يوم الإثنين منصوباً يمرّ عليه الناس والسيارات.

* * *

وكان أقرب متنزَّه هو ترفورين، حفظت اسمه لأن عندي صوراً له كنت أودّ نشرها مع هذه الحلقة ونشر غيرها، لولا أنني أمليها بالهاتف إملاء من مكة فيطبعها الأخ طاهر أبو بكر جزاه الله خيراً. وإذا وفّق الله وصدر جزء جديد من الذكريات وضعت هذه الصورة فيه. وترفورين جنّات متصلة لا تعرف أولَها من آخرها: بساط أخضر فوقه سقف أخضر، مكان جميل وماء عذب سلسبيل، وأهم ما فيه بناء كبير جداً كأنه قصر من قصور الملوك الأوّلين فيه متحف يجسّد تاريخ الكونغو لمّا كانت تحكمها

<<  <  ج: ص:  >  >>