للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلائقنا وأموالنا وأعراضنا، ونخالف في ذلك كله شرع ربنا.

ومن عجائب ما وجدناه عندهم أني خرجت إلى الشرفة مرة بالمَنامة (أي البيجامة) فلحق بي حفيداي الصغيران البنت وأخوها يقولان: لا ياجدّو، لا عيب. قلت: وما العيب؟ قالوا: الخروج بالبيجامة. فرجعت لأن على العاقل إذا نزل بلداً أن يعتبر أعرافه ما لم يكن فيها مخالفة لدينه، وعلى المؤمن أن يجبّ الغيبة عن نفسه وألاّ يفتح للناس باب الكلام عنه. وليس هذا هو العجيب، ولكن العجيب أنك إن نزعت المنامة وخرجت بالتّبان (أي المايوه) لم يكن عيباً، مع أن التبان لا يستر إلا السَّوأة الكبرى، وهو من صغره كبعض سراويلات النساء التي يوضع الواحد منها في علبة كبريت.

فالعورة إذن هي المَنامة (البيجامة) لا ما فيها!

* * *

وكنا نجول في هولندا في الطرق الدولية (الأوتوبان أو الأوتوروت أو الأوتستراد) وبنتي رحمها الله تمسك بالخريطة وهي في صدر السيارة، وأنا إلى جنب أخينا الشابّ الذي يسوقها لنا، ترشدني إلى المسلك فأنبّهه إليه، وأنظر في إشارات المرور، وهي كثيرة على الطريق، ولست أعرض لها بالوصف فقد صار عندنا بحمد الله مثلها تماماً في شوارع المملكة التي تصل بين المدن، بين جدة ومكة وبين مكة والمدينة، لا يختلف ما عندنا عما رأيناه عندهم. وهذه الطرق من اختراع هتلر أو قوم هتلر أيام الحرب الثانية، تطيف بالمدن ولا تدخلها، فتسهّل السفر وتختصر الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>