وأرادت الدولة على عهد الرئيس شكري بك أن تُقيم له حفلة تأبين رسمية، فاختاروا أكبر رؤساء الدين عند النصارى ليتكلم فيه باسم النصارى واختاروني أنا لأتكلم عن المسلمين. فأبَيتُ، وبعث إليّ الرئيس بأخينا الدكتور سعيد فتّاح الإمام، وهو رجل معروف، يبلغني الأمر، فلم أستجِب. فهتف بي الرئيس (أي كلّمني بالهاتف) فقلت له: ياسيدي، أنت اليوم رئيسنا في الحكم وكنتَ من قبل زعيمنا في النضال، نأتمر بأمرك ونمشي أنا وطلاّب البلد الذين كنت أقودهم وراءك، لا نعصي لك أمراً، ولكني أستعفيك اليوم من هذا المقام. قال: وما السبب؟ قلت: ياسيدي، أنت شاركت في الثورة السورية الكبرى بنفسك ومالك، ورأيت ما صنعنا من البطولات، وعرفت كم بذلنا من الشهداء وكم أرقنا من الدماء، فلماذا نسيتموهم جميعاً وأفردتم هذا الشابّ بهذا التكريم؟ ألأنه نصراني وهم مسلمون؟
ولم أذهب، وذهب صديقنا رحمه الله الأستاذ محمد المبارك فتكلّم في الحفلة بما فتح الله به عليه.
* * *
الكتاب اسمه «الدولة والقومية العربية والدين والوحدة». وليس هذا اسماً مألوفاً لكتاب، ولكنه قائمةٌ تُعدّد موضوعات الكتاب! والغريب أنه لا يقصد بالدين دينه هو وهو نصراني ولكن ديننا نحن المسلمين، وهو يتكلم في الصفحة ١٢٤ تحت عنوان:«الزاوية الإسلامية» في العقيدة فيفسّر آيات من القرآن، مثاله فيها مثال مسلم كتب في عقيدة البوذيّين مثلاً وذهب يشرح كتابهم