الله ولابأنهم ثلاثة الأب والابن والروح القدس والثلاثة واحد ولا بمسألة الفداء، ولا بأمثال ذلك مما هو من أصول عقائد النصارى. وأنت عندي كافر لأنك تقول بها، فلماذا تُنكِر عليّ ما تراه حقاً لك؟ إن ديننا ظاهر مُعلَن ليس فيه خبايا ولا خفايا ولا أسرار، والقرآن يُتلى في كل إذاعة في الدنيا (حتى إنني سمعته مرة من إذاعة إسرائيل) والقرآن يقول: {لقَدْ كفَرَ الذينَ قالوا إنّ اللهَ هُوَ المَسيحُ} ويقول في الآية الثانية: {لقَدْ كفَرَ الذينَ قالُوا إنّ اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ}؛ فالكفر والإيمان إذن مسألة نسبية، ما تسمّيه أنت كفراً أسمّيه أنا إيماناً، وما أسمّيه أنا كفراً تسمّيه أنت إيماناً، واللهُ هو الذي يفصل بيننا يوم القيامة. فسكتوا.
* * *
تقولون: لماذا أتكلم أنا عن هذا الكتاب في هذه الذكريات؟ والجواب: لأن هذا الكتاب ردّني إلى ما كنت قطعته من ذكرياتي في القضاء وجعلني أعود إليها ابتداءً من الحلقة الآتية إن شاء الله، والثاني أن لكل متّهَم أن يدافع عن نفسه، وأنا لم يتهمني وكيل النيابة الذي هو أصغر أعضائها بل اتهمني أكبر رئيس فيها، ولم تُعلَن التهمة بين جدران المحكمة الأربعة بل أُعلنت في هذا الكتاب، فقد قال (وأنا أنقل نصّ ما قاله عني لأدافع عن نفسي، ولاحظوا أنني أنقل كلامه بألفاظه وحروفه).
قال: صرح مرة شخص سوري مسلم كان يحتلّ مركزاً رفيعاً بقوله إنه كمسلم يفضّل أحقر شخصية إسلامية باكستانية أو أندونيسية على أعلم وأرفع رجل عربي غير مسلم كرجل الدولة