للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجيبة. كتبوا كتاباً للفرنسيين بأن الذي قتل الجنديّ عند جسر تورا هم فلان وفلان، ممن حلفوا اليمين وما خرجوا للجهاد، ومنهم ممّن لم أسمِّ أبو شكري الطباع وأبو شكري فيصل (١)، وسعود اللحام وأبو صلاح العرجا، إلخ.

وأرسلوا إليهم صورة منه مع نديم شهاب ليخبرهم أن الكتاب أُرسل إلى الفرنسيين بالبريد، فإما أن يخرجوا إلى ميدان الجهاد وإما أن يسلموا رؤوسهم إلى الجلاد (٢) ... فخرج أكثرهم وابتدأت الثورة.

* * *

أما أحداث الجبل التي ابتدأت قبل ذلك بقليل فكانت حدثاً فردياً: جاء لبناني اسمه أدهم خنجر، محكوم عليه بالإعدام، يستجير بسلطان الأطرش، فلم يجده فلجأ إلى داره.

وحقّ الجوار باقٍ عندنا من أيام العرب الأولى، يحمي السيد جاره ولو مات في سبيله، وما كانت حرب البسوس إلاّ بسبب الجوار. وقانون الجوار وسجيّة الكرم اضطرهم إليها أنهم يعيشون في صحراء ليس فيها حكومة تحمي الضعيف ولا فندق يؤوي الغريب.

وعلم الفرنسيون بمجيئه فقبضوا عليه، فلما قدم سلطان


(١) أبو صديقنا الدكتور شكري فيصل، وكان هو وأخوه من زعماء حيّنا (العقيبة).
(٢) والعجيب أن مدير الشرطة يومئذ هو حمدي الجلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>