ومعذرةُ اليراعةِ والقوافي ... جلالُ الرُّزءِ عن وَصفٍ يَدِقُّ
وما قصّر مع ذلك في الوصف، فلقد وصف نكبة دمشق التي لم يصدّق خبرها لهول ما سمع عنها:
رِباعُ الخُلدِ ويحك ما دهاها؟ ... أحقٌّ أنها درَسَتْ، أحَقُّ؟
وأينَ دُمى المَقاصرِ من حِجالٍ ... مهتَّكةٍ وأستارٍ تُشَقُّ
ثم يصف الحور التي كانت مقصورات في الحِجال حين هُدمَت عليهن الدار وهُتّكت الأستار، فخرجن ومِن حولهن النار، التي أضرمتها حضارة المتحضرين الذين انتدبوهم ليدلّونا على طريق المدنية ... وأولادهن تحوطهم الأخطار، ولا يدرين أيّ طريق يسلكن للفرار:
بَرزْنَ وفي نواحي الأَيْكِ نارٌ ... وخلفَ الأَيكِ أفراخٌ تَزُقُّ
إذا رُمنَ السّلامةَ من طريقٍ ... أتَتْ من دونِهِ للموتِ طُرْقُ