الإسلامية الناشئة وعادت الهند إلى الإنكليز بدلاً من عودتها إلى الإسلام (١).
وكما فعل عز الدين القسّام، هذا الشيخ المؤمن القوي الذي استحى من الله أن يُقرئ تلامذته أحكام الجهاد في كتب الفقه وأنه يكون فرضاً على المسلمين جميعاً إذا احتلّ الكافر الأرض الإسلامية، ثم يذهب إلى داره فيأكل الرز واللحم ويشرب الشاي وينام مطمئناً إلى أنه قام بكل ما يطلبه الإسلام من الرجل المسلم؛ فخرج معهم بعد أن تدرّب على القتال ودرّبهم، وباشر الجهاد فعلاً، يوقع بالإنكليز ويحارب اليهود لإعلاء كلمة الله ولتخلص فلسطين لأهلها، ولبث على ذلك حتى سقط شهيداً.
والدعوة ببثّ الأفكار وعرض الحقائق على أفراد الناس في المجالس والمجامع والطرق وفي كل مكان، بالأسلوب المناسب والتعبير الموافق لما تقتضيه الحال، من غير دخول في جدل أو اشتباك مع مخالف، كما فعل جمال الدين الأفغاني. وله جملة واحدة مشهورة يلخّص فيها مذهبه هذا، هي:«قُل كلمتك وامشِ».
وكما فعل الشيخ طاهر الجزائري، الذي زاد عليه بأنه إذا
(١) اقرؤوا تفصيل القصة في رسالة «أحمد بن عرفان الشهيد»، وهي جزء من سلسلة «أعلام التاريخ» التي تضمّ رسائل أو كتيّبات يصلح أن يكون كل منها مقالة طويلة في كتاب، وأنا أرجو أن أضمّها إلى كتاب «رجال من التاريخ» في طبعة جديدة له لأن هذه السلسلة لا تكاد تصل إلى أيدي الناس (مجاهد).