رأى مخالفاً له أظهر له التواضع وتجاهل ما يعرفه أمامه، وجاءه بكتاب من الكتب التي تصحّح له خطأه وتردّه عنه فقال له: إني وجدت هذا الكتاب في مكتبتي ولم أعرف ما فيه، وأنا أحبّ أن تراه ثم تخبرني هل هو نافع لي لأقرأه أم هو من الكتب الضارة؟ ويترك له الكتاب، فلا تمر أيام ويستكمل قراءته حتى يكون قد رجع عن خلافه. وهذه طريقة مضمونة النتائج، ولكنها طويلة والثمرة فيها بطيئة الظهور.
والدعوة إلى الله بالتعليم والإقراء وتأليف الكتب العلمية ونشر القديم النافع منها، وبالدروس والمحاضرات المستمرّة، كما فعل وليّ الله الدهلوي بالهند ومحمد عبده ورشيد رضا في مصر وعبد الحميد بن باديس في الجزائر.
والدعوة عن طريق الصحف والمجلات والمقالات والمباحث، كما فعل محب الدين الخطيب، وهو أبو الحركة الإسلامية الجديدة في مصر، كان قلمه أول قلم دعا إليها، وكانت مطبعته «السلفية» أول مطبعة وُقفت عليها، وكانت مجلته «الفتح» أول مجلة إسلامية في مصر. وكما فعل أمير البيان شكيب أرسلان الذي كان كاتب الإسلام الأول.
والمحاضرة طويلة، وهي في كتابي فصول إسلامية.
* * *
وجاءت سنة ١٣٨١هـ فرأيت من حقّ زوجي عليّ أن أذهب بها إلى الحجّ. وإذا كانت نفقة المرأة واجبة على زوجها يضمن