للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدالناصر (الذي حجّ في تلك السنة إن صحّ ما أذكر)، وكنا معهم في مناقشات دائمة وجدال. وكان اجتماع في القصر في مكة، وهو الاجتماع الذي انبثقَت عنه رابطة العالَم الإسلامي، وهممت بالاعتذار عنه ولكن الشيخ العالِم الفاضل المعمَّر المفتي الشيخ محمد حسنين مخلوف، قوّاه الله ومدّ في عمره لنفع المسلمين، والمفتي الصديق القَلْقيلي رحمه الله، ضغطا عليّ وألزماني بأن أذهب معهما إلى هذا الاجتماع.

وكان هو الاجتماع الأول لِما دُعي فيما بعد برابطة العالَم الإسلامي، وكان برياسة الملك سعود رحمه الله والمفتي الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وكُلّف بإدارة الجلسة أخونا الداعية الفاضل الأديب السيد أبو الحسن النَّدْوي.

فكنت إذن من الهيئة التأسيسية الأولى لرابطة العالَم الإسلامي، ولكني -على عادتي- اعتذرت عنها، فأنا لم أنتسب في عمري كله إلى جماعة أو حزب وإنما أعمل وحدي، أمشي على الطريق السويّ فأساير كل من أجده يمشي فيه، أعاون على ضعفي وعجزي كل داعٍ إلى الخير، ولكني لا أربط نفسي به ولا أُلزِمها السير معه.

ودُعينا مرة إلى المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (ولست أدري ما اسمه على التحقيق)، فحضرتُ جلسات وشاركت في الرأي وعملت ما استطعت، ووجدت أفاضل أجلّة استفدت منهم، منهم الشيخ الشنقيطي صاحب «أضواء البيان». ولكنني لمّا انتُخبت في هذا المجلس (أو هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>