للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ذلك يكون قرص الفَرانيّ (الكاتو) كأكلة خبز بالبيض المقلي لأنهما تتركبان من مواد واحدة، ولكانت أجمل النساء كأقبح النساء لأنها مثلها: لها وجه فيه فم وشفتان وفوقه أنف يجاوره عينان وعلى العينين حاجبان، ولكانت عنق الزرافة كعنق الضفدع لأن كل الأعناق في الوجود متساوية في عدد الفقرات!

وهذا من عجيب صنع الله؛ أن يخلق من المتشابه المؤتلف ما هو متباعد مختلف، ففي الوجود موادّ محدودة تُنتج مركبات كيماوية لا تكاد تُحَدّ. ومن اطّلع على تسلسل الكروموزومات في نواة الخلية وجدها مؤلَّفة من عناصر معدودة، ولكنها تُنتِج أشكالاً وصوراً لا تُعَدّ، كحروف الهجاء: محدودة معدودة ولكن الكلمات التي تتألف منها وتملأ ملايين الكتب في اللغات كلها لا يبلغها عدّ ولا يحدّها حدّ.

وهذا كلام لا صلة له بحديثي، وإنما هي خطرات خطرت على بالي وأنا أكتب مقالي فوجدت فيها نفعاً، فكرهت أن أستأثر بها فلا أُشرِك معي القراء فيها.

وقد فرغت من الاعتذار عن هذه الاستطرادات التي تسوقني العادة إليها فلا أستطيع الفكاك منها.

* * *

وإنما أردت أن أقول إنني حدّثتكم عن نزولي في حجّتي سنة ١٣٨١هـ في فندق مصر في أجياد لمّا سألت أخي الأستاذ الصوّاف أن يحجز لي فيه، ولكني لم أحدّثكم عما وجدته حين وصولي إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>